التفاسير

< >
عرض

وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ
١٠٦
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قيل في معنى هذه الآية قولان:
احدهما - قال الحسن: الآية في اهل الكتاب، لان معهم إيماناً وشركاً.
وقال ابن عباس، ومجاهد وقتادة: المعنى { وما يؤمن أكثرهم بالله } في اقراره بأن الله خلقه وخلق السموات والأرض إلا وهو مشرك بعبادة الاوثان، وهذا هو الأولى، لان التقدير ما يصدقون بعبادة الله إلا وهم يشركون الأوثان معه في العبادة.
وقال الرماني: الآية دالة على ان اليهودي معه إيمان بموسى، وكفر بمحمد، لانها دلت على انه قد جمع الكفر والايمان، وانه لا ينافي ان يؤمنوا بالله من وجه ويكفروا به من وجه آخر، كما قال
{ افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب } }. وعلى مذهب من قال بالموافاة من المرجئة لا يصح ذلك، لان الاحباط عنده باطل، فمن آمن بالله لا بد ان يوافي به.
والجواب على مذهبه ان يقال تأويل الآية انه لا يؤمن أكثرهم بالله ويصدق رسله في الظاهر الا وهو مشرك في باطنه، فتكون الآية في المنافقين خاصة - يعنى هذه الآية - وقد ذكره البلخي ايضاً.