التفاسير

< >
عرض

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّاهِدِينَ
٢٠
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

حكى الله تعالى عن اخوة يوسف أنهم باعوا يوسف. يقال شريت أشري اذا بعت. ومنه قوله { ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون } وقال يزيد ابن مفرغ الحميري:

وشريت برداً ليتني من بعد برد كنت هامه

وقوله { بثمن بخس دراهم معدودة } أي بثمن ذي بخس أي ناقص. وقيل بثمن ذي ظلم، لانه كان حرّاً، لا يحل بيعه، فالثمن هو بدل الشيء من العين أو الورق. ويقال في غيرهما أيضاً مجازاً. والبخس النقص من الحق، يقال: بخسه في الوزن او الكيل إِذا نقصه من حقه فيهما. ومعنى { معدودة } اي قليلة، لان الكثير قد يمنع من عدده لكثرته. وقيل: عدوها ولم يزنوها. وقيل: انهم كانوا لا يزنون الدراهم حتى تبلغ أوقية، وأوقيتهم أَربعون درهماً. وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس وقتادة: إنها كانت عشرين درهماً. وعن ابي عبد الله (ع) إنها كانت ثمانية عشر درهماً. وقال ابن عباس ومجاهد: ان الذين باعوه اخوته، وانهم كانوا حضوراً، فقالوا هذا عبد لنا ابق، فباعوه. وقال قتادة الذين باعوه السيارة.
وقوله { وكانوا فيه من الزاهدين } يعني الذين باعوه، زهدوا فيه، فلذلك باعوه بثمن بخس، وتقديره وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين بجهلهم بما له عند الله من المنزلة الرفيعة، وانما قدموا الظرف، لانه أقوى في حذف العامل من غيره، ولا يجوز قياساً على ذلك (وكانوا زيداً من الضاربين).