التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ٱلآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ
٣٥
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى انه ظهر لهم من بعد ما رأوا الآيات، يقال بدا يبدو بدواً، وبدأَ والبداء في الرأي التلون فيه، لانه كلما ظهر رأي مال اليه، وانما قال { لهم } ولم يقل (لهن) مع تقدم ذكر النسوة، لامرين: احدهما - قال الحسن انه اراد بذلك الملك. والثاني - انه اراد ذكر الذكور معهنّ من اعوانها فغلب المذكر، فقال لهم، قال الرماني: وفاعل (بدا) مضمر وتقديره ثم بدا لهم بداء، ودل عليه قوله { ليسجننه }.
والآيات التي رأوها، قال قتادة: هو قدّ القميص وحز الايدي وقال غيره: هو قطع الايدي والاستعظام، وقدّ القميص.
وقوله { ليسجننه } انما هو فعل المذكر كما قال { بدا لهم } ولم يقل (لهن) ودخلت النون الثقيلة جواباً للقسم وليس بفعل المؤنث، ولو كان على صيغة فعل المؤنث قيل (ليسجنَّ) (وليقتلنّ) ثم تدخل عليها نون التأكيد الشديدة فيصير ليسجنانه كقولك تقتلنانه.
وقوله { حتى حين } فـ (حتى) تنصرف على اربعة اوجه، تكون حرف جر، وحرف عطف، وناصبة للفعل، وحرف من حروف الابتداء، فالجارّة نحو هذه التي في الآية، والعاطفة كقولهم خرج الناس حتى الامير، والناصبة كقوله
{ حتى يأتي وعد الله } ، وحرف الابتداء كقولك سرحت القوم حتى زيد مسرّح.