التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
٩١
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

هذا حكاية عما قال إخوة يوسف حين سمعوا اعتراف يوسف بأنه يوسف، وان أخاهم الذي احتبسه أخوه، وان الله منّ عليهم بذلك، فقالوا له عند ذلك { تالله } على وجه القسم { لقد آثرك الله علينا } اي فضلك الله علينا. والايثار إرادة التفضيل، لاحد الشيئين على الآخر ومثله الاختيار، ويقال: آثرت له، وآثرت عليه ضده. وأصل الايثار الأثر الجميل، فيما يؤثر على غيره بمنزلة ما له أثر جميل والآثار الاخبار، لانها إخبار عن أثر ما تقدم في أمر الدين والدنيا. وقوله { وإن كنا لخاطئين } اعتراف منهم بأنهم كانوا خاطئين. وقال قوم: إنهم كانوا صبياناً وقت ما فعلوا بأخيهم ما فعلوا وسموا أنفسهم { خاطئين } اي ابتداء فعلهم كان وهم صبيان. ثم بلغوا مقيمين على كتمان الأمر عن ابيهم موهمين له ما كانوا اخبروه به من شأنهم, فالايهام معصية لا تبلغ تلك المنزلة. والخطيئة ازالة الشيء عن جهته الى ما لا يصلح فيه، يقال خطىء يخطأ فهو خاطىء مثل أثم إثماً فهو آثم. و (خطئ) اذا تعمد الخطأ و (أخطأ) إذا لم يتعمد الخطأ كمن رمى شيئاً فأصاب غير ما أراد.