التفاسير

< >
عرض

قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ
٣١
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أمر الله تعالى نبيه ان يقول لعباده المؤمنين المعترفين بتوحيد الله وعدله يداومون على فعل الصلاة ويقيمونها بشرائطها وينفقون مما رزقهم الله سرّاً وعلانية أي ظاهراً وباطناً، وموضع { يقيموا } جزم من ثلاثة اوجه:
أحدها - انه جواب الأمر وهو { قل }.
الثاني - هو جواب أمر محذوف، وتقديره قل لهم أقيموا يقيموا.
الثالث - بحذف لام الأمر لأن في { قل } دلالة عليه، والمعنى ليقيموا، وعلى هذا يجوز ان تقول: قل له يضرب، ولا يجوز يضرب زيداً، لأنه عوض من المحذوف ذكره الزجاج.
{ من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال } المعنى بادروا بافعال الخير من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وأفعال الخير { قبل أن } يأتيكم يوم القيامة الذي لا بيع فيه ولا شراء، والمراد - ها هنا - ولا فداء تفدون بها نفوسكم من عذاب الله { ولا خلال } اي ولا مخالة، تقول: خاللت فلاناً مخالة وخلالا، قال امرؤ القيس:

صرفت الهوى عنهنّ من خيفة الردى ولست بمقلي الخلال ولا قالي

والمخالة اصفاء المودة، وقد يكون الخلال جمع خلّة مثل قلَّة، وقلال. وظلة وظلال.