أمر الله تعالى نبيه ان يقول لعباده المؤمنين المعترفين بتوحيد الله وعدله يداومون على فعل الصلاة ويقيمونها بشرائطها وينفقون مما رزقهم الله سرّاً وعلانية أي ظاهراً وباطناً، وموضع { يقيموا } جزم من ثلاثة اوجه:
أحدها - انه جواب الأمر وهو { قل }.
الثاني - هو جواب أمر محذوف، وتقديره قل لهم أقيموا يقيموا.
الثالث - بحذف لام الأمر لأن في { قل } دلالة عليه، والمعنى ليقيموا، وعلى هذا يجوز ان تقول: قل له يضرب، ولا يجوز يضرب زيداً، لأنه عوض من المحذوف ذكره الزجاج.
{ من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال } المعنى بادروا بافعال الخير من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وأفعال الخير { قبل أن } يأتيكم يوم القيامة الذي لا بيع فيه ولا شراء، والمراد - ها هنا - ولا فداء تفدون بها نفوسكم من عذاب الله { ولا خلال } اي ولا مخالة، تقول: خاللت فلاناً مخالة وخلالا، قال امرؤ القيس:
صرفت الهوى عنهنّ من خيفة الردى ولست بمقلي الخلال ولا قالي
والمخالة اصفاء المودة، وقد يكون الخلال جمع خلّة مثل قلَّة، وقلال. وظلة وظلال.