التفاسير

< >
عرض

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
١١
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

اللغة:
الدأب: العادة، يقال دأب يدأب دأباً ودئاباً إذا اعتاد الشيء وتمرن عليه. قال امرؤ القيس:

كدأبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل

أي كعادتك من أم الحويرث.
المعنى:
ومعنى قوله: { كدأب آل فرعون } كعادتهم في التكذيب بالحق وقيل في الكفر وقيل في قبح الفعل وقيل في تكذيب الرسل وكل ذلك متقارب في المعنى. وقال قوم: معناه كدأب آل فرعون في عقاب الله إياهم على ما سلف من ذنوبهم، ومعاصيهم، والكاف في قوله: { كدأب آل فرعون } متصلة بمحذوف. وتقديره عادتهم كدأب آل فرعون. وموضع الكاف رفع لأنها في موضع خبر الابتداء، ولا يجوز أن يعمل فيها كفروا، لأن صلة الذي قد انقطعت بالخبر، وهو { لن تغني عنهم أموالهم } ولا أولادهم ولكن يجوز نصبه بـ { وقود النار }، لأن فيه معنى الفعل على تقدير تتقد النار باجسادهم كما تتقد باجسام آل فرعون فهذا تقديره في المعنى. وقوله: { فأخذهم الله بذنوبهم } بمعنى عاقبهم الله بذنوبهم وسمى المعاقبة مؤاخذة لأنها أخذ بالذنب والاخذ بالذنب عقوبة والذنب والجرم واحد تقول أذنب يذنب اذناباً فهو مذنب والذنب التلو للشيء ذنبه يذنبه ذنباً إذا تلا والذنوب الدلو لأنها تالية للحبل في الجذب والذنوب النصيب لأنه كالدلو في الانعام قال الشاعر:

لنا ذنوب ولكم ذنوب فان أبيتم فلنا قليب

والذنوب: الفرس الوافر شعر الذنب. وأصل الباب: التلو، فالذنب الجرم لما يتلوه من استحقاق الذم كما قيل العقاب، لأنه يستحق عقيب الذنب.