التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
١٧٣
-النساء

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى في هذه الاية ووعد ان الذين يقرون بوحدانيته تعالى، ويعترفون بربوبيته، ويخضعون لعبادته، ويعملون الاعمال الصالحات التي أمر الله بها، وبعث بها رسله انه يوفيهم اجورهم. ومعناه يؤتيهم جزاء أعمالهم الصالحة وافياً تاماً، ويزيدهم من فضله يعني يزيدهم ما كان وعدهم به من الجزاء على أعمالهم الصالحة والثواب عليها من الفضل، والزيادة هو ما لم يعرفهم مبلغه لانه (تعالى) وعد على الحسنة عشر أمثالها من الثواب، والزيادة على ذلك تفضل من الله عليهم، وإن كان كل ذلك من فضله إلى عباده. وقد روي ان الزيادة إلى سبعين ضعفاً وإلى سبعمائة وإلى الفين وكل ذلك جائز على ما يختاره الله ويفعله.
وقوله { وأما الذين استنكفوا واستكبروا } معناه أن الذين يأنفون عن الاقرار بتوحيد الله، ويتعظمون عن الاعتراف بعبوديته، والاذعان له بالطاعة، واستكبروا عن التذلل له، وتسليم ربوبيته يعذبهم عذاباً اليما أي مؤلماً موجعاً، ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. وانما رفع ولا يجدون بالعطف على ما بعد فيعذبهم ولو جزم على موضع ما بعد الفاء، كان جائزاً يعني ولا يجد المستنكفون والمستكبرون لانفسهم ولياً ينجيهم من عذابه، وناصراً ينقذهم من عقابه.