التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ
١٠٩
-المائدة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

في ما ينتصب به قوله { يوم }؟ قيل فيه ثلاثة أقوال:
أحدها - انه انتصب بمحذوف تقديره احذروا { يوم يجمع الله الرسل }.
الثاني - اذكروا يوم يجمع الله.
الثالث - قال الزجاج: ينتصب بقوله { اتقوا الله }. وقال المغربي: يتعلق بقوله { لا يهدي القوم الفاسقين } إلى الجنة { يوم يجمع الله } ولا يجوز أن ينتصب على الظرف بهذا الفعل، لانهم لم يؤمروا بالتقوى في ذلك اليوم، لكن انتصب على انه مفعول به. واليوم لا يتقى ولا يحذر، وانما يتقى ما يكون فيه من العقاب والمحاسبة والمناقشة كأنه قال اتقوا عقاب يوم، وحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه.
وقوله { ماذا أجبتم } تقرير للرسل في صورة الاستفهام على وجه التوبيخ للمنافقين عند اظهار فضيحتهم وهتك أستارهم على رؤوس الاشهاد.
وقول الرسل { لا علم لنا } قيل فيه ثلاثة أقوال:
أولها - قال الحسن والسدي ومجاهد أنهم قالوا ذلك لذهولهم من هول ذلك المقام. فان قيل كيف يجوز ذهولهم مع انهم آمنون لا يخافون؟ كما قال
{ لا يحزنهم الفزع الأكبر } وقال { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قيل ان الفزع الاكبر دخول جهنم. وقوله { ولا خوف عليهم } هو كقولك للمريض لا خوف عليك، ولا بأس عليك، مما يدل على النجاة من تلك الحال، وخالف أبو علي في هذا ولم يجز الا ما نحكيه عنه.
الثاني - قال ابن عباس، ومجاهد - في رواية أخرى - ان معناه لا علم لنا إِلا ما علمتنا فحذف لدلالة الكلام عليه.
الثالث - قال الحسن في رواية أخرى وابو علي الجبائي: ان معناه لا علم لنا بباطن ما أجاب به أممنا لان ذلك هو الذي يقع عليه الجزاء.
وقال بعضهم معناه لا علم لنا مع علمك أي ليس عندنا شيء مما نعلمه الا وانت عالم به وبكل ما غاب وحضر بدلالة قوله { إنك أنت علام الغيوب }
وقيل في معنى قوله { إنك أنت علام الغيوب } انه قال علام للبالغة ها هنا لا للتكثير المعلوم.