التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ
٤٥
-الأعراف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

{ الذين } في موضع جر، لانه صفة للظالمين، والتقدير ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وذلك يبين ان المراد بالظالمين الكفار، لان ما ذكرهم به من اوصاف الكفار.
والصد هو العدول عن الشيء عن قلى، والصدُّ والاعراض بمعنى واحد، إِلا ان الصَّد يجوز ان يتعدى تقول: صده عن الحق يصده صدا، وصد هو عنه أيضاً، والاعراض لا يتعدى.
وقوله { عن سبيل الله } يعني الحق الذي دعا الله اليه ونصب عليه الادلة وبعث به رسله. وقيل: هو دين الله. وقيل: الطريق الذي دل الله على انه يؤدي الى الجنة والمعنى متقارب.
وقوله { يبغونها عوجا } معنى يبغونها يطلبون لها العوج بالشبه التي يلبسون بها ويوهمون انها تقدح فيها، وانها معوجة عن الحق بتناقضها. و (العِوج) بالكسر يكون في الطريق وفي الدين، وبالفتح يكون في الخلقة كقولك: في ساقه عَوج بفتح العين، قال الشاعر:

قفا نسأل منازل آل ليلى على عِوج اليها وانثناء

بكسر العين، ويحتمل نصب عوجا أمرين:
احدهما - ان يكون مفعولا به كقولك ببغون لها العوج.
الثاني - ان يكون نصبا على المصدر، وكأنه قال: يطلبونها هذا الضرب من الطلب، كما تقول: رجع القهقرى أي هذا الضرب من الرجوع اي طلب الاعوجاج.