التفاسير

< >
عرض

فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٧٧
-الأعراف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

في هذه الآية إِخبار من الله تعالى عما فعل المستكبرون من قوم صالح وأنهم عقروا الناقة التي هي آية الله فى الأرض، والعقر الجرح الذي يأتي على أصل النفس، وهو من عقر الحوض وهو أصله، قال الشاعر:

بازاء الحوض أو عقره

ومنه العقار، لأنه اعتقار أصل مال، لأن ثبوته كثبوت الأصل. ومنه العاقر، لأنها قد حدث ما عقر الحال التي يجيء منها الولد فأبطل الأصل، والمعاقرة على الشراب منه، لأنه كالأصل في الثبوت على تلك الحال.
وقوله { وعتوا عن أمر ربهم } أي تجاوزوا الحد في الفساد. وقيل: العتوُّ الغلو في الباطل - في قول مجاهد - ومنه جبار عاتٍ، والعاتي في الكبر ومنه { وقد بلغت من الكبر عتيا } أي بلغت حال العاتي كبراً، والعتو عن الأمر هو المخالفة إِلا أن في العتوِّ مخالفة على وجه التهاون به والاستكبار عن قبوله.
وقوله { يا صالح ائتنا } إِن وصلته همزته، وان ابتدأته لم تهمز بل تقول: (إِيتنا) وانما كان كذلك، لأن أصله (إِئتنا) بهمزتين، فكره ذلك فقلبوا الثانية ياء على ما قبلها، فاذا وصل سقطت ألف الوصل وظهرت همزة الأصل.
وقوله { بما تعدنا } فالوعد الخبر بخير أو شرٍّ بقرينة في الشر.
وقوله { ائتنا بما تعدنا } أي من الشر، لأنا قد علمنا ما توعدتنا عليه فأت الآن بالعذاب الذي خوَّفتنا منه، ومتى تجرَّد عن قرينة، فهو بالخير أحق للفصل بين الوعد والوعيد.