التفاسير

< >
عرض

يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ
١١٩
-التوبة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

هذا امر من الله تعالى للمؤمنين المصدقين بالله والمقرين بنبوة نبيه بأن يتقوا معاصي الله ويجتنبوها وأن يكونوا مع الصادقين الذين يصدقون في اخبارهم ولا يكذبون، قال ابن مسعود: لا يصلح من الكذب جد ولا هزل، ولا ان يعد احدكم ولده شيئاً ثم لا ينجزه ثم قرأ { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله.. } الآية وقال: هل ترون في هذه رخصة؟. وقال نافع والضحاك: أمروا بأن يكونوا مع النبيين والصديقين في الجنة بالعمل الصالح. وقيل: إن المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في قوله { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه } وهم حمزة وجعفر { ومنهم من ينتظر } يعني علياً عليه السلام فأمر الله تعالى بالاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، وهم الذين وصفوا في قوله: { ليس البر أن تولو وجوهكم قبل... } الآية إلى قوله { { أولئك الذين صدقوا } فأمر بالاقتداء بهؤلاء.
وقال بعضهم: ان (مع) بمعنى (من) وكأنه أمر بأن يكونوا في جملة الصادقين وفي قراءة ابن مسعود { وكونوا من الصادقين }. وقيل: اراد كونوا مع كعب بن مالك واصحابه الذين صدقوا في اقوالهم ولم يكذبوا في الاعتذار. والصادق هو القائل بالحق العامل به، لأنها صفة مدح لا تطلق الا على من يستحق المدح على صدقه. فأما من فسق بارتكاب الكبائر فلا يطلق عليه اسم صادق ولذلك مدح الله الصديقين وجعلهم تالين لنبيين في قوله
{ { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } }.