التفاسير

< >
عرض

يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ
٢١
-التوبة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

في الآية اخبار من الله تعالى بالبشارة واعلام للذين آمنوا وهاجروا برحمة من جهته تعالى، والبشرى والبشارة الدلالة على ما يظهر به السرور في بشرة الوجه تقول بشرته أبشره بشرى وابشر ابشاراً واستبشر استبشاراً وتباشر تباشراً وبشره تبشيراً فاما باشره مباشرة، فبمعنى لاقاه ببشر ورضوان. وهو معنى يستحق بالاحسان، يدعو إلى الحمد على ما كان، ويضاد سخط الغضبان، تقول: رضي رضاً ورضواناً وأرضاه إرضاء وترضاه ترضياً وارتضاه ارتضاء واسترضاه استرضاء وتراضوه تراضيا.
وقوله { وجنات } يعني البساتين التي يجنها الشجر، وأما الرياض فهي الموطأة للخضرة التي قد ينبت فيها نبات الزهر ومنه الرياضة لانها توطئة لتقريب العمل.
وقوله { لهم فيها نعيم مقيم } فالنعيم لين العيش اللذيذ، وهو مشتق من النعمة وهي اللين، وأما النعمة بكسر النون، فهي منفعة يستحق بها الشكر لانها كنعم العيش والمقيم الدائم بخلاف الراحل فكأنه قال: المقيم ابداً.