التفاسير

< >
عرض

يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ
٦٤
-التوبة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قيل في معنى يحذر المنافقون قولان:
احدهما - قال الحسن ومجاهد واختاره الجبائي: ان معناه الخبر عنهم بأنهم كانوا يحذرون ان تنزل فيهم آية يفتضحون بها لأنهم كانوا شاكين، حتى قال بعضهم: لوددت ان اضرب كل واحد منكم مئة ولا ينزل فيكم قرآن، ذكره ابو جعفر وقال: نزلت في رجل يقال له مخشى بن الحمير الاشجعي.
الثاني - قال الزجاج: انه تهديد ومعناه ليحذروا، وحسن ذلك لأن موضوع الكلام على التهديد. والحذر اعداد ما يتقي الضرر، ومثله الخوف والفزع تقول: حذرت حذراً وتحذر تحذراً وحاذره محاذرة وحذاراً وحذره تحذيراً. والمنافق الذي يظهر من الايمان خلاف ما يبطنه من الكفر واشتق ذلك من نافقاء اليربوع لأنه يخفي باباً ويظهر باباً ليكون إذا أتي من احدهما خرج من الآخر.
وقوله { تنبئهم بما في قلوبهم } أي تخبرهم، غير أن { تنبئهم } يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل بمنزلة أعلمت. وقوله { قل استهزؤا } أمر للنبي صلى الله عليه وآله أن يقول لهؤلاء المنافقين { استهزؤا } اي اطلبوا الهزء. والهزء إظهار شيء وابطان خلافه للتهزئ به، وهو بصورة الأمر والمراد به التهديد. وقوله { إن الله مخرج ما تحذرون } إخبار من الله تعالى أن الذي تخافون من ظهوره فان الله يظهره بأن يبين لنبيه صلى الله عليه وآله باطن حالهم ونفاقهم.