التفاسير

< >
عرض

يسۤ
١
-يس

تفسير صدر المتألهين

أي: يا إنسان - أعني محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك لأنه الإنسان الحقيقي المعنوي، الذي اجتمعت فيه صور الأسماء كلُها مفصَّلةً، كما في العقل الأول مجملةً - لِما رُوِي عن ابن عباس: "إن معناه "يا إنسان" في لغة طي"، وقيل في توجيهه لفظاً - إن صَحَّ النَّقلُ -: أن يكون أصلُه "يا أنيسين" فَكَثُر النداءُ به على ألسنتهم، حتى اقتصروا على شطره، كما قالوا في القَسَمْ: "م الله" في "أيمن الله".
وقد مرت الإشارة في سورة السجدة، إلى قاعدة كليّة في الحروف المقطَّعة، بها يمكن أن يُستَنبطَ معنى الإنسان الكامل، من كلمة "سين" فقط - إن كان "يا" حرف النداء. ومن مجموع "ياء" و "سين" بوجه اخر - إن لم يكن كذلك - فليُرجَعْ إليها.
وقرئَ "ياسين" بالفتح، ككيف وأين، أو بالنصب، على "اتل يس"، وبالكسر على الأصل، وبالرفع على "هذه يس".
واتفق أكثرُ المفسرين، على أن المراد منه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وان اختلفت العبارات، وتعددت الإشارات، فقيل معناه: "يا إنسان". وهو قول ابن عباس. وقيل: "يا رجل". عن الحسن وأبي العالية. وقيل: معناه: "يا محمد" (صلى الله عليه وآله). عن سعيد بن جبير ومحمد بن حنفية. وقيل معناه: "يا سيد الأولين والآخرين" وقيل: "هو اسم النبي (صلى الله عليه وسلم)، عن علي وأبي جعفر الباقر (عليهما السلام). ولهذا يقال لآله (عليهم السلام): "آل يس".