التفاسير

< >
عرض

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ
١٠١
-يوسف

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (101) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ } بعض الملك وهو ملك مصر.
في الكافي عن الصادق عليه السلام في حديث يذكر فيه يوسف فكان من أمره الذي كان ان اختار مملكة الملك [مصر ظ] وما حولها إلى اليمن.
وفي الخصال عن الباقر عليه السلام أنّ الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياءَ ملوكاً في الأرض إلا أربعة إلى أن قال وأمّا يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها { وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } بعض تأويلها { فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } مبدعهما { أَنتَ وَلِيِّ } ناصري ومتوليّ أمري { فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } تتولاّني بالنعمة فيهما وتوصل الملك الفاني بالملك الباقي { تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } في الرتبة والكرامة.
في الاكمال عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن جدّه عن رسول اللهِ صلىَّ الله عليه وآله وسلم
"عاش يعقوب بن اسحاق مئة وأربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوب مئة وعشرين سنة" .
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال دخل يوسف السجن وهو ابن اثنتي عشرة سنة ومكث فيها ثماني عشرة سنة وبقي بعد خروجه ثمانين سنة فذلك مئة وعشر سنين.
وعن الباقر عليه السلام أنّه سئل كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر قال عاش حولين قيل فمن كان الحجّة لله في الأرض يعقوب أم يوسف قال كان يعقوب وكان الملك ليوسف فلمّا مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى أرض الشام فدفن في بيت المقدس فكان يوسف عليه السلام بعد يعقوب الحجّة قيل فكان يوسف رسولاً نبيّاً قال نعم أما تسمع قوله عزّ وجلّ
{ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ } [غافر: 34].
والعياشي عنه عليه السلام ما يقرب منه.
وفي الفقيه عن الصادق عليه السلام أنّ الله أوحى إلى موسى بن عِمْرانَ أن أخرج عظام يوسف من مصر فاستخرجه مِن شاطىء النّيل وكان في صندوق مرمر فحمله إلى الشام فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر الله يوسف في القرآن غيره.
وفي العِلل عنه عليه السلام استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها إنّا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت إنّي لا أخاف من يخاف الله فلمّا دخلت قال لها يا زليخا مالي أراكِ قد تغيّر لونك قالت الحمد لله الذي جَعَل الملوك بمعصِيتهم عَبيداً وجعل العَبيد َبطاعتهم ملوكاً فقال لها مَا الذي دعاك إلى ما كان منك قالت حسن وجهك يا يوسف فقال كيف لو رأيت نبيّاً يقال له محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم يكون في آخر الزمان أحْسن منّي وجهاً وأحسن منّي خلقاً وأسمح منّي كفّاً قالت صدقت قال وكيف علمت أنّي صدقت قالت لأنك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي فأوحى الله إلى يوسف أنّها قد صدقت وأنّي قد أحببتها لحبّها محمّداً صلىَّ الله عليه وآله وسلم فأمر الله عزّ وجلّ أن يتزوجها.
والقميّ عن الهادي عليه السلام لمّا مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت فقالوا لها لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمِّي العزيز وكلّ ملك كان لهم سمِّي بهذا الاسم فقالت أستحيي منه فلم يزالوا بها حتى قَعَدت له فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه فقالت سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيداً وجعل العَبيد بالطاعة ملوكاً فقال لها يوسف أنت تيك [هاتيك خ ل] فقالت نعم وكان اسمها زليخا فقال لها هل لكِ في رغبة قالت دعني بعدما كبرت أتهزأ بي قال لا قالت نعم فأمر بها فحوّلت إلى منزله وكانت هرمة فقال لها ألست فعلت بي كذا وكذا فقالت يا نبي الله لا تلمني فانّي بليت بثلاثة لم يُبْلَ [يبتل خ ك] بها أحد قال وما هي قالت بليت بحبّك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيراً وبليت بأنه لم يكن بمصر امرأة أجمل منّي ولا أكثر مالاً منّي نزع عنّي وبليت بزوج عنين فقال لها يوسف فما تريدين فقالت تسأل الله أن يردّ عليّ شبابي فسأل الله فرّد عليها شبابها فتزّوجها وهي بكر.