التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً
٦٢
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً
٦٣
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً
٦٤
فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً
٦٥
-الكهف

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (62) فَلَمَّا جاوَزَا } مجمع البحرين { قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَائَنَا } ما نتغدى به { لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذا نَصَباً } اي عناء.
العيّاشي عن الصادق عليه السلام وانّما اعيى حيث جاز الوقت.
{ (63) قَالَ أَرَأَيْتَ } يعني اَراَيت ما دهاني { إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ } تركته وفقدته أَو نسيت ذكر حاله وما رأيت منه لك { وَمَا أَنسَانِيهُ } وقرىء بضمّ الهاء { إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } اي وما انساني ذكره الاّ الشّيطان { وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً }.
{ (64) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } نطلب لأنّه امارة المطلوب.
القمّي قال ذلك الرّجل الّذي رأيناه عند الصّخرة هو الّذي نريده { فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا } فرجعا في الطّريق الّذي جاءا منه { قَصَصاً } يقصّان قصصاً اي يتبعان آثارهما اتّباعاً.
{ (65) فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا } وهو الخضر (ع) كما استفاض به الاخبار عنهم عليهم السّلام.
القمّي وكان في الصّلاة فقعد موسى حتى فرغ من الصّلاة فسلم عليهما. والعياشي عن الصادق (ع) في الحديث السابق فرجع موسى (ع) فقصّ اثره حتّى انتهى اليه وهو على حاله مستلقى فقال له موسى السّلام عليك فقال السّلام عليك يا عالم بني اسرائيل قال ثم وثب فأخذ عصاه بيده فقال له موسى انّي قد امرت ان اتّبعك على ان تعلّمني ممّا علّمت رشداً.
وفي روايته الاخرى عنهما عليهما السّلام فلمّا رجعا وجدا الحوت قد خرّ في البحر فاقتصّا الأثر حتى اتيا صاحبهما في جزيرة من جزاير البحر امّا متكّئاً وامّا جالساً فسلّم عليه موسى (ع) فعجب من السّلام اذ كان بأرض ليس فيها سلام قال من انت قال انا موسى بن عمران الّذي كلّمه الله تكليماً قال نعم قال فما حاجتك قال جئت لتعلّمني ممّا علّمت رشداً قال انّي وكّلت بأمر لا تطيقه ووكلت انت بأمر لا اطيقه ثم حدّثه العالم عن آل محمّد صلوات الله عليهم وعمّا يصيبهم صَلوات الله عليهم من البلاء حتّى اشتدّ بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمّد عليهم السّلام حتّى جعل موسى (ع) يقول يا ليتني كنت من آل محمد عليه السلام وحتّى ذكر فلاناً وفلاناً ومبعث رسول الله صلّى الله عليه وآله الى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم ايّاه وذكر له تأويل هذه الآية
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الأنعام: 110] حين اخذ الميثاق عليهم.
والقمّي عن الرّضا عليه السلام اتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزاير البحر امّا جالساً وامّا متكّئاً الحديث كما ذكره العياشي.
وفي العلل عن الصّادق عليه السّلام انّ الخضر كان نبيّاً مرسلاً بعثه الله الى قومه فدعاهم الى توحيده والاقرار بأنبيائه ورسله وكتبه وكانت آيته انه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا ارض بيضاء الا اهتزّت خضراً وانّما سمّى الخضر لذلك وكان اسمه بليا بن ملكا بن عامر بن ارفخشد بن سام بن نوح { اتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا } هي الوحي والنّبوة { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } قيل اي بما يختصّ بنا من العلم وهو علم الغيوب.
في المجمع عن الصادق عليه السلام قال كان عنده علم لم يكتب لموسى (ع) في الألواح وكان موسى عليه السّلام يظنّ انّ جميع الأشياء التي يحتاج اليها في تابوته وانّ جميع العلم كتب له في الألواح.