التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
١٢٦
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
١٢٧
-البقرة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (126) وَإِذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدَاً آمِنَاً وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثّمَرَاتِ } في العلل عن الرضا عليه السلام لما دعا إبراهيم ربه ان يرزق أهله من الثمرات أمر بقطعة من الأردن فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت ثم امرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمى بالطائف ولذلك سمي طائفاً.
والقمّي عن الصادق عليه السلام يعني من ثمرات القلوب أي حبّبهم إلى الناس لينتابوا إليهم ويعودوا.
أقول: هذا تأويل وذاك تفسير وشاهد التأويل قوله في سورة إبراهيم واجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم. وفي العوالي حديث آخر يأتي هناك إن شاء الله.
{ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بَالْلّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } العياشي عن السجاد عليه السلام قال: إيانا عني بذلك وأوليائه وشيعة وصيه { قَالَ } قال الله { وَمَنْ كَفَرَ } ارزقه أيضاً { فَامَتِّعُهُ } وقرئ بالتخفيف { قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلى عَذَابِ النّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } عذاب النار قال عنى بذلك من جحد وصيّه ولم يتبعه من امته كذلك والله هذه الأمة.
{ (127) وَإذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإسْمَاعِيلُ رَبّنَا تَقَبّلْ مِنْا } تقرّبنا إليك ببناء البيت { إِنَّكَ أَنْتَ السّمِيعُ } لدعائنا { الْعَلِيمُ } بنيّاتنا.
القمّي عن الصادق عليه السلام قال لما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر الله إبراهيم ن يبني البيت فقال: يا رب في أي بقعة قال في البقعة التي أنزلت بها على آدم القبّة فأضاء لها الحرم فلم يدر إبراهيم في أي موضع يبنيه فان القبة التي أنزلها الله على آدم كانت قائمة إلى أيام الطوفان أيام نوح فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وبقي موضعها لم يغرق ولهذا سمي البيت العتيق لأنه اعتق من الغرق فبعث الله جبرائيل فخطّ له موضع البيت فأنزل الله عليه القواعد من الجنة وكان الحجر لما أنزله الله على آدم أشد بياضاً من الثلج فلما مسّته أيدي الكفّار اسود فبنى إبراهيم عليه السلام البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى فرفعه في السماء تسعة أذرع ثم دلّه على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الآن فلما بنى جعل له بابين باباً إلى المشرق وباباً إلى المغرب والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ثم القى عليه الشجر الاذخر وعلّقت هاجر على بابه كساء كان معه وكانوا يَكِنُّون تحته.
وفي الكافي عنه عليه السلام في حديث فلما اذن الله له في البناء قدم إبراهيم فقال يا بني قد امر الله ببناء الكعبة وكشفا عنها فإذا هو حجر واحد أحمر فأوحى الله تعالى إليه ضع بناءها عليه وأنزل الله تعالى أربعة أملاك يجمعون إليه الحجارة والملائكة تناولهما حتى تمت اثنا عشر ذراعاً وهيأ له بابين باباً يدخل منه وباباً يخرج منه ووضعا عليه عتباً وشرجاً من حديد على أبوابه.
وعن أحدهما عليهما السلام قال إن الله تعالى أمر إبراهيم ببناء الكعبة وان يرفع قواعدها ويري الناس مناسكهم فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت كل يوم ساقاً حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود.
قال ابو جعفر عليه السلام فنادى أبو قبيس إبراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه.
وفي العلل والعياشي عن الصادق عليه السلام قال إن الله عز وجل أنزل الحجر لآدم عليه السلام من الجنة وكان البيت درّة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي اسُّه فهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبداً فأمر الله إبراهيم وإسماعيل ببنيان البيت على القواعد.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام ان إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية وكان أبوه يقول وهما يبنيان: هاي أي أعطني حجراً فيقول له إسماعيل بالعربية يا أبت هاك حجراً فإبراهيم يبني وإسماعيل يناوله.