التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ
٨٦
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ
٨٧
-المائدة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (86) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيم }.
{ (87) يَآ أُيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُواْ } لا تمنعوا أنفسكم { طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ } ما طاب منه ولذ { وَلاَ تَعْتَدُواْ } عما حدّ اللّهِ { إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } في المجمع والقميّ عن الصادق عليه السلام نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السلام وبلال وعثمان بن مظعون فأما أمير المؤمنين عليه السلام فحلَفَ أن لا ينام بالليل أبداً وأمّا بلال فانّه حَلَفَ أن لا يفطر بالنهار أبداً وأمّا عثمان بن مظعون فانه حلف أن لا ينكح أبداً وزاد القميّ
"فدخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة فقالت عائشة مالي أراك متعطلة فقالت لمن أتزيّن فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فانّه قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا فلما دخل رسول الله صلىّ عليه وآله وسلم أخبرته عائشة بذلك فخرج فنادى الصّلاة جامعه فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطّيّبات انّي أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار فمن رغب عن سنّتي فليس مني فقام هؤلاء فقالوا يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك فأنزل الله لا يؤاخذكم الله باللغّو في أيمانكم الآية" .
أقولُ: ليس في مثل هذا الخطاب والعتاب منقصة على المخاطب المعاتب ان لم يكن محمدة نظيره قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } [التحريم: 1-2] وقد ورد القرآن كله تقريع وباطنه تقريب.
وفي الإِحتجاج عن الحسن بن علي صلوات الله وسلامه عليهما في حديث أنه قال لمعاوية وأصحابه أنشدكم بالله أتعلمون أن عليّاً عليه السلام أوّل من حرّم الشّهوات على نفسه من أصحاب رسول الله صلىّ عليه وآله وسلم فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تحرّموا طيبات ما أحل اللّه لكم }.