التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
٣٠
-التوبة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (30) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ } إنّما قال ذلك بعضهم ولم يقله كلّهم.
في الإِحتجاج عن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه طالبهم بالحجّة فقالوا لأنّه أحيى لبني إسرائيل التوراة بعد ما ذهبت ولم يفعل بها هذا إلا لأنه ابنه فقال صلَّى الله عليه وآله وسلم كيف صار عزير ابن الله دون موسى وهو الذي جاءهم بالتوارة ورأوا منه من المعجزات ما قد علمتم فان كان عزير ابن الله لما ظهر من اكرامه من أحياء التوراة فلقد كان موسى بالنبوّة أحق وأولى الحديث { وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ } وهو أيضاً قول بعضهم.
في الإِحتجاج عن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه طالبهم بالحجّة فقالوا إنّ الله لمّا أظهر على يد عيسى عليه السلام من الأشياء العجيبة ما أظهر فقد اتخذه ولداً على جهة الكرامة فقال لهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم فقد سمعتم ما قلته لليهود في هذا المعنى الذي ذكرتموه ثم أعاد ذلك كلّه فسكتوا الحديث { ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ } اخترعوه بأفواههم لم يأتهم به كتاب وما لهم به حجّة { يُضَاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } يضاهي قولهم قول الذين كفروا { مِن قَبْلُ } كالقائلين بأنّ الملائكة بنات الله { قَاتَلَهُمُ اللهُ }.
في الإِحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أي لعنهم الله فسمّى اللعنة قتالاً { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } كيف يصرفون عن الحقّ.
في المجالس والعياشي عن النبي صلَّى الله عليه آله وسلم قال اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير ابن الله واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا الْمَسِيحُ بن الله واشتدّ غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي.