التفاسير

< >
عرض

فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ
٢٩
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } عطف على ما كنتم ولمّا كان مرتبة الاستشهاد بعد ابراز الدّعوى عطفه بالفاء واستشهد شركاءهم بالله على نفى عبادة المشركين لهم، لانّه كان العالم بحقيقة الحال وانّهم بعبادة الشّركاء واطاعتهم ما كانوا عابدين الاّ اهويتهم وما ارادوا بذلك الاّ حصول مشتهياتهم فهم كانوا عابدين لانفسهم الخبيثة مصدراً ومرجعاً، اعاذنا الله من ان يقول يوم العرض لنا: ما كنتم ايّاى تعبدون، لانّ الدّاعى لعبادتكم كان اهوتيكم لا امرى والمقصود كان حصول اغراضكم لارضاى { إِن كُنَّا } ان هى المخفّفة { عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } نفوا دعوى المعبوديّة لانفسهم كما نفوا عبادة المشركين لهم.