التفاسير

< >
عرض

أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ
٦٦
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } تأكيد لعزّته ولذا لم يأت بالعاطف واكّده وتمهيد بمنزلة التّعليل لقوله { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ } تأكيد للاوّل على ان يكون ما نافية وقوله { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } استثناء من ما يتّبع او قوله ان يتّبعون مستأنف والاستثناء منه وما فى ما يتّبع استفهاميّة او موصولة معطوفة على من فى السّماوات او نافية والمفعول محذوف اى ما يتّبعون حجّة وبرهاناً { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يكذبون او يقولون بالظّنّ وعليه فالاوّل لبيان انّ فعلهم عن الظّنّ والثّانى لبيان انّ قولهم عن الظّنّ وقد مضى انّ ادراك النّفس للاشياء يسمّى ظنّاً سواء كان شهوداً او يقيناً او ظنّاً لكون معلومها مغاير لادراكها كالظّنّ، فانّه مغاير للمظنون على انّها لكونها سفليّة ادراكها للاشياء يكون على غير وجهها وعلى غير ما هى عليه، فادراكها لها امّا مخالف لما هو واقعها عند النّفوس فهو خرص وكذب او موافق لما هو واقعها عندها لكن لا على وجهها وعلى ما هى عليه فهو ظنّ لانّ شأنه ان لا يكون ادراكاً محاطاً للمدرك على ما هو عليه.