التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٩٣
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } محلّ صدقٍ او هو مصدر ميمىّ والمراد بمحلّ الصّدق منزل لا يتأتّى فيه الاّ الصّدق كالقلب والصّدر المنشرح بالاسلام المتعلّق بالقلب، ومحلّ لا ينبغى ان يتأتّى فيه الاّ الصّدق كمحلّ يكون ما يحتاج اليه اهله موجوداً سهل الوصول من غير مزاحمة احدٍ، فلا يكون فيه عداوة وحقد وحسد وتدافع وبخل، واذا لم يكن فيه هذه لم يكن فيه كذب لا يراث هذه المذكورات الكذب واذا لم يكن كذب لم يكن الاّ الصّدق، والمراد بمبوء الصّدق مصر لوفور النّعمة فيها وعدم المزاحمة بعد هلاك اعدائهم او شام كما قيل { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } الطّيّب من ارزاق الابدان ما لا تبعة فيه من الاسقام ومالا تبعة فيه من الآثام مع كونه ملذّاً للانام، ومن ارزاق الانسان العلوم والاخلاق الّتى تكون مأخوذة من اهلها ومعتدلة بين الافراط والتّفريط { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } بحقّيّة موسى (ع) ودينه بالآيات الظّاهرات كما هو شأن امّة كلّ نبىٍّ { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } برفع اغشية الخيال وظهور الحقّ والباطل، والآية تعريض بأمّة محمّد (ص) فى اختلافهم بعده وحين حيوته بعد ما اظهر واعلى خلافة علىٍّ (ع)، وعلى هذا فربط الآية الآتية بهذه الآية واضح لانّها مفسّرة بولاية علىّ (ع).