التفاسير

< >
عرض

مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
١٥
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا } باعماله الاسلاميّة وارتكاب صور الاعمال الحسنة وتحمّل المشّاق وانفاق الاموال فى حفظ الاسلام واعلائه كما فعل المنافقون من اصحاب الرّسول (ص) واظلالهم من اتباعهم الى يوم القيامة وكلّ من تحمّل المتاعب الشّديدة من متاعب الغربة والاسفار البعيدة والصّبر على الجوع والحرّ والبرد فى تحصيل المسائل الدّينيّة لغرض الوصول الى المناصب الدّنيويّة داخل فى مصداق الآية ويدلّ على هذا التّفسير قوله تعالى { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } لانّ توفية الاعمال فى الدّنيا ليست الاّ لمن عمل الاعمال الصّالحة صورة وذلك لان يخرجوا من الدّنيا ومالهم من صورة اعمالهم المشابهة لاعمال المؤمنين شيءٌ { وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } هذا بحسب حال الاغلب والاّ فقد يريد الدّنيا ويتعب نفسه فى تحصيلها وفى تحصيل العلم وارتكاب صور الاعمال الشّرعيّة لغرض من الاغراض الدّنيويّة ولا يصل اليها كما ترى من حرمان بعض عن اغراضهم فليس له الآخرة لانّها لم تكن مقصودة له ولا الدّنيا لحرمانها عنها فيشبه دنياه آخرة يزيد لعنه الله وآخرته دنيا ابى يزيد ولهذا قيّد الاتيان فى آية اخرى بما يشاء لمن يشاء.