التفاسير

< >
عرض

حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
٤٠
وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
٤١
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } غاية لقوله قال ان تسخروا الآية او لقوله ويصنع الفلك { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } فى التّنّور وموضعه وفورانه وموضعه اقوال والحمل على الظّاهر اظهر، وموضع التّنور معروف فى مسجد الكوفة اليوم وتفصيل نبع الماء وقصّة نوح (ع) وقومه والاختلاف فى التّنور وموضعه ونبع الماء منه مذكورة فى المفصّلات واجمال الصّافى والمجمع يكفى للتّبصّر { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ } ومن سبق عليه القول هى امرأته الخائنة امّ كنعان كما قيل { وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا } قرئ كلاهما بضمّ الميم وفتح الرّاء والسّين وقرئ بفتح الميم وفتح الرّاء والسّين وقرئ الاوّل فقط بفتح الميم وكسر الرّاء وهما امّا منصوبان على الظّرفيّة سواء اريد بهما المكان او الزّمان او المعنى المصدرىّ او مرفوعان فاعلين لقوله بسم الله او مبتدئين وخبرهما بسم الله وبسم الله ظرف لغو متعلّق باركبوا ومجريها يكون منصوباً على الظّرفيّة او مستقرّ حال من الضّمير المجرور ومجريها فاعله او من فاعل اركبوا بتقدير لكم حتّى يتمّ الرّبط او مستقرّ خبر لمجريها والجملة امّا حال من الضّمير الفاعل بتقدير لكم او من الضّمير المجرور او مستأنفة جواباً لسؤالٍ مقدّرٍ عن حال السّفينة او عن علّة الامر بالرّكوب، وورد انّهم كلّما ارادوا جريها قالوا بسم الله مجريها وكلّما ارادوا ارساءها قالوا بسم الله مرسيها، وعلى هذا فالمناسب ان يكون جملة بسم الله مجريها محكيّاً لقول محذوف والتّقدير اركبوا قائلين بسم الله سواء قدّر مجريها مبتدء او منصوباً على الظّرفيّة { إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } فمن تلبّس باسمه ادركته مغفرته ورحمته.