التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
٧٨
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ } يسرعون كأنّهم يدفعون لطلب الفاحشة من اضيافه { إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } بحيث لم يبق لهم حياء وتجاهروا بفعلهم وطلبوا الفاحشة من اضيافه { قَالَ يٰقَوْمِ } يعنى قالوا اعطنا اضيافك فانّك شاركتنا فى فعلنا فقال يا قوم { هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي } يريد التّزويج بهنّ او مقصوده ازواجهم فانّهنّ كنّ بناته لكون كلّ نبىّ ابا امّته ومقصوده كما فى الخبر ان يأتوا من ادبارهنّ لانّه قد علم انّهم لا يريدون الفروج { هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } من حيث الاثم او من حيث الجسم ولذلك ورد عن الرّضا (ع) انّه قال احلّه آية من كتاب الله قول لوطٍ هؤلاء بناتى هنّ اطهر لكم وقد علم انّهم لم يريدوا الفروج { فَاتَّقُواْ اللًّهَ } فى هذا الفعل الشّنيع { وَلاَ تُخْزُونِ } لا تخجلونى من الخزاية بمعنى الحياء او لا تفضحونى من الخزى { فِي ضَيْفِي } فانّ اخزاء ضيف الرّجل اخزاؤه { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } يهتدى الى الحقّ ويرعوى عن القبيح.