التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
٨١
-هود

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالُواْ يٰلُوطُ } اى الملائكة بعد ما رأوا عجزه عن دفعهم ونهاية تضجّره بهم تعريفاً لانفسهم تسكيناً لاضطرابه { إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ } فلا تغتمّ { لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } بما يريدون { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } مظلماً كذا روى عن علىّ (ع) { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } يعنى لا يتخلّف وعلى هذا فقوله { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } استثناء من احدٍ او لا ينظر الى وراءه وعلى هذا فهو استثناء من اهلك { إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ } تعليل { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ او كان مذكوراً فأسقطه تعالى ايجازاً كأنّه قال استعجالاً بالعذاب: متى كان موعد عذابهم؟ - فقال: انّ موعدهم الصّبح، روى انّه قال: متى موعد اهلاكهم؟ - قالوا: الصّبح، فقال: اريد اسرع من ذلك لضيق صدره بهم فقالوا { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } ومن هذا يظهر فضل مقام ابراهيم (ع) على مقام لوطٍ (ع) مع انّه كان يراهم على الفاحشة مثل لوط او ازيد واتمّ لانّه كان له رؤية الملكوت فيرى ما كان غائباً عن لوط (ع) ومع ذلك يجادل فى دفع العذاب ولوط (ع) يستعجل بالعذاب.