التفاسير

< >
عرض

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ
١٠٠
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً } وكان سجودهم ذلك عبادةً لله { وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ } لم يذكر ما فعل اخوته به ونجاته منهم لئلاّ يكون تثريباً عليهم { وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ } لانّهم كانوا اصحاب البدو والمواشى ينتقلون فى المياه والمراعى { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ } وسوس وافسد { بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ } نسب فعل الاخوة الى الشّيطان مراعاة لهم { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ } دقيق علماً وعملاً لما يشاء فيدبّره على ادقّ ما يكون بحيث لا يدرك مسالك تدبيره احد { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } البالغ فى العلم { ٱلْحَكِيمُ } الكامل فى العمل، ولمّا تمّ له النّعمة باتياء الملك والانجاء من المهالك والجمع بينه وبين ارحامه حين كمال العزّة والسّلطنة توجّه الى الله وتذكّر نعمة فقال { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ }.