التفاسير

< >
عرض

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
١٣
قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ
١٤
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ } لشدّة محبّتى له وقلّة صبرى عن مفارقته { وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ } قيل: انّ الارض كانت مذئبة؛ وما فى الاخبار يشعر بأنّها لم تكن مذئبة لكنّه ورّى عن حسدهم وحقدهم واظهر انّه يخاف الّذئب الصّورىّ كما فى الخبر: لا تلقّنوا الكذب فتكذبوا فانّ بنى يعقوب (ع) لم يعلموا انّ الّذئب يأكل الانسان حتّى لقّنهم ابوهم، وورد فى سبب ابتلاء يعقوب (ع) انّه ذبح كبشاً سميناً ورجل من اصحابه محتاج لم يجد ما يفطر عيله فأغفله ولم يطعمه، وورد انّه كان له جارية ولدت ابناً وماتت امّ يوسف (ع) فى نفاس بنيامين وكانت الجارية تربّى بنيامين وترضعه وكان ابنها رضيع بنيامين فأخذه يعقوب (ع) منها بعد كبره او بعد مراهقته وباعه فأخذت الجارية من فراقة حرقة وتضرّعت الى الله فسمعت هاتفاً يقول: يبتلى يعقوب (ع) بفراق احبّ اولاده ولا يصل اليه الاّ وتصلين انت قبل ذلك الى ولدك { وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } جماعة اقوياء { إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } هذا على عادة العرف تقول: ان وقع كذا فانا ملوم او افعل بى ما شئت والاّ فليس هو جواباً له (ع)، او هو جواب بابلغ وجه كأنّهم ادّعوا بعصابتهم وقوّتهم محاليّة اكل الّذئب له فكأنّهم قالوا اكل الذّئب له مستلزم لخسراننا وخسراننا محال فهو محال.