التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
١٧
وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ
١٨
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } الاستباق التّسابق فى الرّمى، والتّسابق فى الخيل، والتّسابق فى العدو؛ وهو المراد هنا { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } مصدّق لنا { وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } ذى كذب او مكذوبٍ او كاذبٍ او وصف بالمصدر للمبالغة ووصف الدّم بالكذب باعتبار انّه خلاف ما اظهروه، ورد انّه (ع) قال بعد اخذ القميص ما كان اشدّ غضب ذلك الذّئب على يوسف (ع) واشفقه على قميصه حيث أكل يوسف (ع) ولم يخرق قميصه { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ } سهّلت { لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً } عظيماً هو اذى يوسف من غير جرمٍ واذى نبىّ الله والكذب لنبىّ الله { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } هذه الكلمات كانت فى الشّرائع الماضية مثل كلمة الاسترجاع فى الشّريعة المحمّديّة (ص) واصلها فاصبر صبراً جميلاً، اسقط الفعل واقيم المصدر مقامه ثمّ عدل الى الرّفع نظير سلاماً وسلامٌ فعلى هذا كان تقدير: لى صبرٌ جميلٌ، او لى من تقدير صبرى صبرٌ جميلٌ، او صبرٌ جميلٌ صبرى، او أمرى صبر جميل، لانّ تعلّق المصدر بالفاعل والمفعول وربطه به بواسطة حرف الجرّ بعد حذف الفعل واقامة المصدر مقامه منصوباً ومرفوعاً مطّرد مثل ظنّاً منهم وسلام منّا عليك والحمد لله وحمداً لله { وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } من هلاك يوسف (ع) اى على الصّبر عليه.