التفاسير

< >
عرض

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ
٣
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ نَحْنُ نَقُصُّ } نملى { عَلَيْكَ } لا غيرنا على ان يكون تقديم المسند اليه لافادة الحصر والمقصود النّهى عن الاصغاء الى الغير بايّاك اعنى واسمعى يا جارة، او المقصود النّهى عن النّظر الى الواسطة من الملك الاتى به { أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } املاء احسن من كلّ املاء، واحسنيّة الاقتصاص امّا باحسنيّة اللّفظ المقتصّ به او بأحسنيّة الاخبار المقتصّة لاغريبيّتها او ابعديّتها عن الاذهان او اكثريّة فوائدها وانفعيّتها او احسنيّة موضوعاتها، او كون محمولاتها اشهى والذّ عند النّفس ولا يخفى انّ الكلّ مجتمعة فى القرآن خصوصاً فى سورة يوسف (ع) وقد ذكر لاحسنيّة قصّة يوسف او جه أخر ما ذكرنا أوجهها والمقصود اقتصاص جملة القرآن لانّ فيه اخبار الانبياء (ع) والاخيار والاشرار او اقتصاص سورة يوسف (ع) { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } جملة القرآن او سورة يوسف (ع) فانّ القرآن كان اسماً لما نزل عليه (ص) آية كان او سورة او جملة القرآن ثمّ غلّب على المجموع بكثرة الاستعمال وهو مفعول اوحينا او نقصّ او كليهما على سبيل التنازع على ان يكون احسن القصص مفعولاً مطلقاً والاّ فهو مفعول اوحينا او بدل من احسن القصص { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } لانّك ما اختلفت الى العلماء ولا الى القصّاص وما تجسّست الكتب والغفلة من الله مذمومة ومن غير الله للاشتغال به ممدوحة والمراد الغفلة من تلك القصّة.