التفاسير

< >
عرض

قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ
٨٣
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً } معنى ظاهره انّ ابنى ما سرق وانّكم تكذبون وخدعتمونى فى اذهابه، كما انّ معنى هذه الكلمة كان فى قصّة يوسف (ع) هكذا والحال انّهم ما خدعوا فى بنيامين وما كذبوا فى اتّهامه بالسّرقة وما سوّلت لهم انفسهم فى حقّه امراً، ويعقوب (ع) كان نبيّاً ولم يفرّق بين القضيّتين والجواب انّ المعنى بل سوّلت لكم انفسكم فى يقينكم بنسبة السّرقة اليه والحال انّه ما سرق او سوّلت لكم انفسكم وزيّنت اصراركم على اذهابه بمظنّة تكثير النّفع غافلاً عن تقديري الرّبّ فجعلتمونى مضطرّاً فى الاذن وادخلتموه فى الضّرر { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ } بثلاثتهم { جَمِيعاً } فانّ الصّبر مفتاح الفرج { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } بعواقب الامور ولعلّ الابتلاء بفراقهم كان خيراً لى ولهم { ٱلْحَكِيمُ } فى فعاله يفعل ما يقتضيه حكمته وهو تسلية لنفسه وتسهيل للصّبر على البلاء.