التفاسير

< >
عرض

وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
٨٤
-يوسف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } رغبة فى الخلوة والعزلة لغاية الحزن لمّا رأى انّ اقباله على اولاده واعتماده عليهم ذهب بثلاثة منهم تنبّه انّ الاعتماد على الغير يوجب التّضرّر وتولىّ عنهم ولكن لمّا كان حبّ يوسف (ع) قويّاً فى قلبه لم يقو على التّسلّى عنه { وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ } كناية عن العمى، وقيل عن كثرة البكاء لانّ الحدقة اذا اغرورقت فى الدّمع تترائى مبيضّة { فَهُوَ كَظِيمٌ } بمعنى مكظوم اى مملّو من الغيظ على اولاده او من الحزن على يوسف (ع) او بمعنى كاظم مثل الكاظمين الغيظ اى ممسك غيظه او حزنه غير مظهر الاّ الخير، والفاء للسّببيّة المحضة مشعرة بسببيّة ما بعدها لما قبلها سببيّة ما قبلها الاعتقاد بما بعدها.