التفاسير

< >
عرض

وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ
٢٢
-الرعد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } وجه الرّبّ هو ملكوت ولىّ الامر، وابتغاؤه عبارة عن انفتاح باب القلب حتّى يظهر ويتمثّل له ولىّ الامر بملكوته والصّبر لذلك الابتغاء ان لا ينصرف عن ذكره القلبىّ الخفىّ او اللّسانىّ الجلىّ، والصّبر عليه يسلتزم عدم الجزع وعدم الخروج الى المهويّات { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } باقامة الصّلاة القالبيّة وحفظ حدودها ومواقيتها وادامة الذّكر الّذى هو صلاة الصّدر واتّصاله بالفكر الّذى هو صلاة القلب وهو تمثّل ملكوت الشّيخ { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الاموال والاعراض الدّنيويّة والقوى والاعراض والجاه والحشمة ومن نسبة الافعال والصّفات والانانيّات الى انفسهم { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } السّرّ والعلانية فى كلّ مقام بحسبه، فانّ الانسان من اوّل استقرار نطفته فى الانفاق والخلع واللّبس والاستعواض من الله تكويناً وبعد البلوغ بل وقت التّمرين يكلّف بالانفاق من الاموال بل من الفعليّات السّفليّة وان كان لا يشاهد الأعواض ولا المنفق من القوى والفعليّات سوى الاموال الدّنيويّة، واصل الانفاق سرّاً ان ينفق من فعليّاته وانانيّته من غير شعورٍ منه بالانفاق والمنفق فضلاً عن اطّلاع الغير عليه { وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } الحسنة هى الولاية وكلّ فعل او حال او خلق كان متّصلاً بالولاية كان حسنةً، والسّيئّة فى الحقيقة هى عدوّ علىًّ (ع) وكلّ فعل وخلق وحال متّصل بجهته وطريقه سيّئة، ويجرى الحسنة والسّيّئة فى كلّ فعل يكون مشاكلاً لهما كافعال من كان غافلاً عن ولاية ولىّ الامر { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } عقبى الدّار غلّبت على العاقبة الحسنى كأنّ من كان له العاقبة السّوءى لا عاقبة له.