التفاسير

< >
عرض

مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ
٣٥
وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ
٣٦
-الرعد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } لمّا كان المثل عبارة عن امر تركيبىٍّ جعل خبره جملة من غير عائدٍ لكونها عين المبتدأ { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } لا كجنان الدّنيا من حيث انّها منقطعة الاكل والظّلّ فى الخريف والشّتاء { تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } كتاب النّبوّة واحكامها بالتّوبة على يدك وقبول الاحكام منك { يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } من صورة الكتاب وهو القرآن خصوصاً ما انزل فيه من ولاية علىّ { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ } اى الفرق المتفرّقة الّذين آمنوا بك او لم يؤمنوا { مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } بعض ما انزل اليك وهو ما لا يوافق أهوائهم وأغراضهم خصوصاً ولاية علىّ (ع) { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } اطيعه { وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ } فى الطّاعة شيئاً فكيف يصحّ لى ان اطيع أهواءكم فيما انزل الىّ فأترك بعضه الّذى لا يوافق اهواؤكم { إِلَيْهِ أَدْعُو } لا الى غيره فلا انظر الى اهوائكم موافقة كانت او مخالفة { وَإِلَيْهِ مَآبِ } فلا انظر الاّ اليه لا الى اهوائكم.