التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
٤١
وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ
٤٢
-الرعد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } والمراد بالاتيان اتيان الملائكة المأمورين لذلك او اتيان امره تعالى، ونقصها من اطرافها ذهاب اهلها تدريجاً، وقد فسّر نقصها من اطرافها بفقد العلماء امّا لانّ العلماء لمّا كانوا من عالم الارواح ونزلوا الى الارض فبذهابهم تنقص الارض وامّا غيرهم فلكونهم مخلّدين الى الارض لا ينقص ذهابهم شيئاً من الارض، او لانّ الاطراف جمع الطّرف بالتّحريك او الطّرف بالسّكون بمعنى الشّريف ويجرى الآية فى العالم الصّغير، ونقصان العالم الصّغير اظهر من العالم الكبير { وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } لا رادّ ولا دافع { وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } بانبيائهم (ع) ومن آمن معهم كما يمكر قومك فلا يفتروا بمكرهم { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } من حيث انّه يقدر على جميع اسبابه وعلى انفاذه بحسب مشيّته بخلاف غيره لانّ الغير ان هيّأ بعض اسباب المكر فات عنه بعضها وان نفذ مكره بعض النّفوذ لم ينفذ بتمامه على وفق مراده، والمكر منه تعالى ابراز الاساءة فى صورة الاحسان استدراجاً { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } فى مقام التّعليل او تأكيد للتّهديد المستفاد من قوله: فلله المكر جميعاً { وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } للماكر او المخلص وهو تهديد بسوء العاقبة كما انّ سابقه تهديد بالمؤاخذة فى الحال.