التفاسير

< >
عرض

لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ
٨٨
-الحجر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } اصنافاً من الكفّار لانّه فى غاية الحقارة فى جنب ما اوتيت فلا ينبغى قطع النّظر عمّا اوتيت والنّظر الى مثل هذا الشّيء الحقير { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } يعنى انّك اوتيت ما به كمالك فى دنياك وآخرتك فلا ينبغى ان تتأثّر من غيرك بان تنظر الى ظاهر المتنعّمين فيتحرّك رغبتك البشريّة او تنظر الى باطنهم وانّهم منصرفون عن الايمان الموصل الى الجنان الى الكفران الموصل الى النّيران فتنقبض وتحزن على ذلك بل كن فى الحالين كأمير الحالين غير متأثّر منهما وليكن حالك بالنّسبة الى من آمن حال التّواضع والتّذلّل والتّحبّب لانّهم بلطيفة الايمان مظاهرك بل مظاهر الله تعالى والتّواضع لهم تواضع لله { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } مستعار من خفض الطّيّور جناحها لقرينها حين التّذلّل والتّحبّب لها، عن رسول الله (ص): من أوتى القرآن فظنّ انّ احداً من النّاس اوتى افضل ممّا اوتى لقد عظّم ما حقّر الله وحقّر ما عظّم الله.