التفاسير

< >
عرض

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
١٠٢
-النحل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ } اى جبرئيل فانّه من الارواح واضافته الى القدس لتنزّهه عن شوائب النّقص، او المراد بروح القدس الملك الّذى هو اعظم من جبرئيل لم يكن مع احدٍ من الانبياء (ع) و كان مع محمّد (ص) وقد أسلفنا انّه ربّ النّوع الانسانىّ { مِن رَّبِّكَ } حقّ العبارة ان يقال من ربّى لكنّه عدل الى الخطاب امّ لانّه مستأنف من الله غير محكىّ بالقول بتقدير نزّله اى نزّله من ربّك او لفرض المحكىّ بالقول غير محكىّ بالقول ومثله كثيراً ما يقع فى المحكىّ بالقول، او لانّ خطاب من ربّك ليس لمحمّدٍ (ص) بل لكلّ من يتأتّى منه الخطاب، او للشّيطان يعنى قل للشّيطان المنكر للولاية نزّله روح القدس من ربك { بِٱلْحَقِّ } والضّمير فى نزّله للتّبديل وارجاعه الى خصوص امر ولاية علىّ (ع) يؤيّد التّفسير الاخير للآية المبدلة { لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } هذا ايضاً يؤيّد التّفسير الاخير للآية فانّ الولاية هى الّتى يثبّت بها ايمان المؤمنين وهى الهدى والبشرى للمسلمين.