التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً
٦٦
-مريم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَيَقُولُ ٱلإِنْسَانُ } اى هذا النّوع من الحيوان وان كان القائل بعض افراده { أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً }.
اعلم، انّ الانسان ما دام يكون محصوراً ادراكه على المحسوسات ولا يدرك من نفسه الاّ مقام جسميّته كان اقراره ببعثه تقليداً محضاً من غير تصوّر لنفسه وموته وبعثه وكان انكاره تحقيقاً لا تقليداً فانّ النّاظر الى البدن والى انّ النّفس جسم لطيف متكيّف سارٍ فى البدن كسائر اجزاء البدن او كيفيّة خاصّة فى البدن، وانّ البدن بالموت يفنى كيفيّة حيوته وجميع اجزائه، خصوصاً ان كان بصيراً بالطّبيعيّات وكيفيّاتها لا يتأتّى له الاقرار بالبعث بعد الموت والاعادة بعد الفناء، وروى انّ ابىّ بن خلفٍ اخذ عظاماً باليةً ففتّها وقال: يزعم محمّد (ص) انّا نبعث بعدما نموت.