التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً
٨٧
-مريم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ } اى العباد المطلق المستفاد من ذكر القسمين او المجرمون { إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } استثناء من فاعل يملكون او من الشّفاعة بتقدير شفاعة من اتّخذ عند الرّحمن عهداً، او استثناء مفرّغ اى لا يملكون لاحدٍ الشّفاعة الاّ لمن اتّخذ عند الرّحمن عهداً، والشّفاعة اعمّ من المصدر المبنىّ للفاعل و المفعول او هو مبنىّ للفاعل والمعنى لا يملكون شفاعتهم للغير او شفاعة الغير لهم وقد اشير فى الاخبار الى الكلّ، والعهد المأخوذ عند الرّحمن هو عهد البيعة وقد فسّر فى الاخبار بعهد الولاية والبيعة مع علىٍّ (ع) فانّ اخذ العهد عند الرّحمن من دون مظاهره وخلفائه لا يتصوّر لاحدٍ، وقد ورد عن الصّادق (ع) انّه قال الا من دان الله بولاية امير المؤمنين (ع) والائمّة من بعده فهو العهد عند الله، وورد عنه ايضاً انّه قال: لا يشفع لهم ولا يشفعون الاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهداً؛ الاّ من اذن له بولاية امير المؤمنين (ع) والائمّة (ع) من بعده فهو العهد عند الله، والولاية قد تكرّر فى مطاوى ما سلف انّها البيعة لا غير، وقد ذكر فى الاخبار لبيان العهد بحسب الظّاهر امورٌ اُخر من عهد الوصيّة وغيره.