التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
١٣٩
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا } اتخاصموننا مع علمكم بأنّ ديننا حقّ وانّ دينكم منسوخ او مع جهلكم بحقّيّة ديننا وبطلانه يعنى هل تكون محاجّتكم محض الغلبة علينا من غير اعتبار حقيّة ما تحاجّون به او بطلانه فان المحاجّه لا تستعمل الاّ فى المبالغة فى المخاصمة { فِي اللَّهِ } اضاف اليه قوله فى الله ليكون من القضايا الّتى قياساتها معها بالنّسبة الى انكار المحاجّة يعنى انتم تخاصمون فى فضل الله وانعامه على عباده، وكلّ من يخاصم فى فضل الله على عباده مطرود عن الخير؛ فأنتم مطرودون عن الخير ولذا أضاف اليه قوله تعالى { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } يعنى ينبغى لنا ولكم التّوافق والتّسليم لأمره لا المحاجّة فى أمره { وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } يعنى ان كنتم تحاجّوننا فى الله فهو ربّكم كما أنّه ربّنا، وان كنتم تحاجّوننا لانكاركم علينا اعمالنا فلا ضرر من اعمالنا عليكم حتّى تخاصموننا بل نفعها لنا وضررها علينا ولا تنقصكم من أعمالكم شيئاً حتّى تحاجّونا لذلك { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } واقتضاء الاخلاص ان لا يتضرّر أحد بعملنا وان لا يخاصمنا من انتسب اليه تعالى.