التفاسير

< >
عرض

يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٣
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } تشريفٌ للمؤمنين بالخطاب لهم بعد اظهار الامتنان عليهم بنعمة الرّسول واستتباعه للنّعم الجليلة { ٱسْتَعِينُواْ } فى ذكرى وشكرى او فى جملة ما ذكر من ترك القبلة المعتادة والانصراف الى غير المعتادة والثّبات على الحقّ واستباق الخيرات وعدم الخشية من النّاس والخشية من الله والاهتداء والذّكر والشّكر، او فى جملة ما يهمّكم من معاشكم ومعادكم وجملة ما يحزنكم ويجزعكم { بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ } وقد مضى بيانٌ للآية عند قوله: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ } [البقرة: 45] ؛ الآية { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } معيّةً رحيميّةً خاصّةً بخواصّ المؤمنين لا معيّةً رحمانيّةً قيّوميّةً حاصلة لكلّ موجود ولا معيّة رحيميّة عامّة لكلّ مؤمنٍ بايع ولىّ أمره ولكلّ مسلمٍ بايع نبىّ وقته فانّ الانسان كلّما ازداد قربه من الله حصل لله معه معيّه أخرى غير معيّته الاولى وما قيل فى الفارسيّة:

بيزارم ازآن كهنه خدائى كه تو دارى هو روز مرا تازه خداى دكَر استى

اشارة الى تجدّد معيّته وتعدّدها وليس المراد تجدّد الآلهة روى عن الصّادق (ع) انّه قال فى كلام له: فمن صبر كُرهاً ولم يشك الى الخلق ولم يجزع بهتك ستره فهو من العامّ؛ ونصيبه ما قال الله تعالى: { وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } [البقرة: 155] اى بالجنّة، ومن استقبل البلايا بالرّحب وصبر على سكينةٍ ووقارٍ فهو من الخاصّ؛ ونصيبه ما قال الله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }.