التفاسير

< >
عرض

وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ
١٦٣
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ } جملة مستأنفة لابداء حكم آخر على مجيء الواو للاستئناف او حاليّة والمعنى أنّهم مخلّدون فى العذاب لا يخفّف عنهم ولا يمهلون والحال ان لا اله سوى الاله المعذّب يدفع عنهم العذاب ويخلّصهم من الاله المعذّب، والاله مأخوذ من اله بفتح العين بمعنى عبد فهو فعال بمعنى المفعول وجاء اله كفرح بمعنى تحيّر، وعليه؛ اشتدّ جزعه عليه، واليه؛ فزع ولاذ، والهه أجاره وآمنه، ويصحّ جعله مشتقّاً من الجميع؛ ومعنى الهكم اله أنّ ما جعلتموه معبوداً مستحقّ للعبادة لا انّه غير مستحقٍّ للعبادة { وَاحِدٌ } لا متعدّد { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } يعنى لا مستحقّ للعبادة سواه حتى يكون معبوداً لغيركم او يدافعكم عن الهكم { ٱلرَّحْمَـٰنُ } المفيض لوجود الاشياء كلّها والمبقى لها والمعطى لما تحتاج هى اليه فى بقائها { ٱلرَّحِيمُ } المفيض للكمالات الاختياريّة البشريّة فاثبت ألا ألهةً للاله المضاف الى المخاطبين ثمّ التّوحيد ثمّ حصر الآلهة فيه وأثبت له المبدئيّة والمنتهائيّة والمالكيّة وهذه فى امّهات صفاته تعالى وأقام البرهان عليه بقوله: { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ }