التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ
١٧٠
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } عطف على محذوف جواب لسؤالٍ مقدّر كأنّه قيل فما يفعل الّذين يأمرهم الشّيطان؟ - فقال: يتّبعونه، { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فى ولاية علىٍّ (ع) على ما هو المقصود من بيان حال المنافقين مع علىٍّ (ع) { قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ } ويجوز ان يكون عطفاً على محذوفٍ جواباً للسّؤال عن حال السّوء والفحشاء والقول على الله على ما سبق من التّأويل { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً } انكار وتوبيخٌ على تقليد من لا يميّزه الانسان ولا يعلم حاله بأنّه من أهل التّحقيق والعلم الّذين أغناهم الله بعلمهم من غيرهم، او من أهل التّقليد العاقلين الّذين لا يستقبح تقليدهم لاتّباعهم للعاقل فانّ قوله تعالى { وَلاَ يَهْتَدُونَ } نفى للاهتداء الى العاقل، وهذه الآية بيانٌ لحال النّاس من أهل كلّ مذهب الاّ من شذّ وندر فانّ الكلّ ينادون بأعلى الاصوات بلسان الحال: انّا لا نقدر على ترك اتّباع ما وجدنا عليه آباءنا، لاتّكالهم على التّقليد وعلى ما رأوه من آبائهم واقرانهم وممّن سمّوه عالماً من زمان صغرهم من غير اعمال رويّةٍ وتميزٍ ونعم ما قيل:

خلق را تقليد شان بر باد داد اى دوصد لعنت براين تقليدباد