التفاسير

< >
عرض

وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ
١٧١
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } عطف على جملة اذا قيل (إلى اخرها) ووضع الظّاهر موضع المضمر اشعاراً بأنّ من كان هذا جوابه كان كافراً، او حال والمعنى انّهم قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا والحال أنّهم كالبهائهم او آبائهم كالبهائم فى عدم التّفطّن { كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً } نعق بغنمه كمنع وضرب نعقاً ونعيقاً ونعاقاً ونعقاناً صاح بها وزجرها والمعنى مثل هؤلاء القائلين او آبائهم فى عدم قصد المعنى من كلماتهم كمثل داعى البهائم او رادعهم فى عدم قصد المعنى من ألفاظه سوى الدّعاء او النّداء والزّجر او مثل القائلين او آبائهم فى عدم تفطّن المعنى من كلمات الغير كمثل بهائمّ الّذى ينعق بالبهائم الّتى لا تسمع من الالفاظ الاّ دعاءً وزجراً، والمقصود انّ مثل الكافرين بولاية علىٍّ (ع) فى دعائك لهم الى ولايته كمثل بهائم الدّاعى الّتى لا تسمع الا دعاءً ونداءً، روى عن الباقر (ع) أنّه قال: اى مثلهم فى دعائك ايّاهم الى الايمان كمثل الناعق فى دعائه المنعوق به من البهائم الّتى لا تفهم وانّما تسمع الصّوت ولا يلزم فى التشبيهات المركّبة ان يصحّ التشبية بين اجزاء الطّرفين فضلاً عن التطابق فى الترتيب { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } قد مضى بيان لهذه فى اوّل السّورة { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } لتنزّلهم الى مقام المدارك الحيوانيّة وسدّهم روازنها الى العقل.