التفاسير

< >
عرض

وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَٰوةٌ يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
١٧٩
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَٰوةٌ } وذكروا وجوهاً من التّرجيح لهذا الكلام على مقابله الّذى هو قول القائل القتل انفى للقتل { يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ } خصّ اولى الالباب بالنّداء تشريفاً لهم، ولأنّهم يعرفون وجه كون الحياة فى القتل، ولأنّهم المخصوصون بتشريع الاحكام والمنظور اليهم فى خلق الاشياء المعتنى بهم للبقاء دون غيرهم { لَعَلَّكُمْ } يا اولى الالباب { تَتَّقُونَ } ترجّى ناشئٍ من ذكر القصاص او من ايداع الحياة فى القصاص، او من ذكر الحياة؛ فان كان الاوّلان فالمعنى شرع الله لكم القصاص او جعل الحياة فى القصاص { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } القتل او تتّقون المعاصى او تتّصفون بالتّقوى، وان كان الثّالث كان المعنى استبقاءكم لعلّكم تتّقون المعاصى او تتّصفون بالتّقوى والتّرجّى من الله ليس على حقيقته لانّ التّرجّى لا يكون الاّ من جاهل مترقّب لحصول مرغوب خارج عن اختياره والحقّ ليس كذلك فهو منه تعالى بمعنى التّعليل او لجريه تعالى شأنه على شاكلة الملوك والاكابر من الخلق حيث يعدون مواعيدهم الّتى ينجّزونها بليت ولعلّ وعسى حتّى لا يتّكل من يعدونه على الوعد ويكونوا بين الخوف والرّجاء، او لملاحظة حال العباد وانّ شأنهم شأن الرّجاء والاطماع فالتّرجّى باعتبار حال المخاطب.