التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
٢٠٨
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بعد ما بيّن اصناف النّاس نادى المؤمنين اى الدّاعين لله للدّنيا او للدّنيا والآخرة او لذاته تهييجاً لهم بلذّة النّداء ثمّ امرهم بالدّخول فى مرتبة الصّنف الاخير فقال { ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسِّلْمِ } بالكسر والفتح الصلح وقرئ بهما والمراد بالايمان هو الاسلام الحاصل بالبيعة العامّة وقبول الدّعوة الظاهرة، والمراد بالسّلم الولاية والبيعة الخاصّة وقبول الدّعوة الباطنة سمّيت بالسّلم لانّ الدّاخل فى الايمان الحقيقىّ بقبول الدّعوة الباطنة وقبول الولاية يحصل له تدريجاً الصلح الكلّىّ مع كلّ الموجودات ولا ينازع شيئاً منها فى شيءٍ من الامور { كَآفَّةً } جميعاً حال عن فاعل ادخلوا او عن السّلم بمعنى الدّخول فى جميع مراتب السّلم، ويجوز ان يكون اسم فاعل من كفّ بمعنى منع وتكون التاء للمبالغة ويكون حالاً من السّلم اى ادخلوا فى السّلم حال كونه مانعاً لكم عن الخروج او عن الشين والنّقص { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ } عن الصّادق (ع) السّلم ولاية علىّ (ع) والائمّة (ع) والاوصياء من بعده، وخطوات الشّيطان ولاية اعدائهم. وعن تفسير الامام (ع) يعنى فى السّلم والمسالمة الى دين الاسلام كافّة جماعة ادخلوا فيه فى جميع الاسلام فاقبلوه واعملوا فيه ولا تكونوا كمن يقبل بعضه ويعمل به ويأبى بعضه ويهجره، قال (ع) ومنه الدّخول فى قبول ولاية علىٍّ (ع) كالدّخول فى قبول نبوّة محمّد (ص) فانّه لا يكون مسلماً من قال: انّ محمّد (ص) رسول الله فاعترف به ولم يعترف بانّ عليّاً (ع) وصيّه وخليفته وخير امتّه، وقد مضى بيان لخطوات الشّيطان واتّباعها عند قوله تعالى: { كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [البقرة: 168] قد مضى بيانه هنالك.