التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ
٤٨
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱتَّقُواْ يَوْماً } يوم الموت فانّه وقت { لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ } فى رفع الموت او تأخيره { وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } فداء يكون بدلاً منها بتحمّل الموت { وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } يعنى ان انجرار الامر الى المدافعة يوم الموت لم يكن لهم ناصرٌ يدفع عنهم روى عن الصّادق (ع) هذا يوم الموت فانّ الشّفاعة لا تغنى عنه فامّا يوم القيامة فانّا واهلنا نجزى عن شيعتنا كلّ جزاء لنكونّن على الاعراف بين الجنّة والنّار محمّد (ص) وعلىّ (ع) وفاطمة والحسن (ع) والحسين (ع) والطيّبون من آلهم فنرى بعض شيعتنا فى تلك العرصات؛ فمن كان منهم مقصّراً وفى بعض شدائدها نبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبى ذرٍّ وعمّار ونظرائهم فى العصر الّذى يليهم فى كلّ عصر الى يوم القيامة فينقضّون عليهم كالبزاة والصّقور ويتناولونهم كما يتناول البزاة والصّقور صيدها فيزفّونهم الى الجنّة زفاً وانّا لنبعث على آخرين من مُحبّينا خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطّير الحبّ وينقلونهم الى الجنان بحضرتنا؛ وسيؤتى بالواحد من مقصّرى شيعتنا فى أعماله بعد ان قد حاز الولاية التقية وحقوق اخوانه ويوقف بازائه مائة واكثر من ذلك الى مائة الف من النّصاب فيقال له هؤلاء فداؤك من النّار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنّة واولئك النّصّاب النّار، وذلك ما قال الله عزّ وجلّ { { رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [الحجر: 2] يعنى بالولاية { { لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } [الحجر: 2] فى الدّنيا منقادين للامامة ليجعل مخالفوهم من النّار فداءهم.