التفاسير

< >
عرض

فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٧٣
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ } اى المقتول { بِبَعْضِهَا } ببعض أعضاء البقرة فضربوه بذنبها روى أنّهم أخذوا قطعة وهى عجز الذّنب الّذى منه خلق ابن آدم وعليه يركب اذا أعيد خلقاً جديداً فضربوه بها وقالوا: اللّهمّ بجاه محمّد (ص) وعلىّ (ع) وآله الطّيّبين لمّا أحييت هذا الميّت وأنطقته ليخبر عن قاتله فقام سالماً سويّاً وقال: يا نبىّ الله قتلنى هذان ابنا عمّى حسدانى على بنت عمّى فقتلانى وألقيانى فى محلّة هؤلاء ليأخذوا ديتى فأخذ موسى (ع) الرّجلين فقتلهما. وروى انّ المقتول المنشور توسّل الى الله سبحانه بمحمّد (ص) وآله (ع) ان يبقيه فى الدّنيا متمتّعاً بابنة عمّه ويجزى عنه أعداءه ويرزقه رزقاً كثيراً طيّباً؛ فوهب الله له سبعين سنةً بعد ان كان قد مضى عليه ستّون سنة قبل قتله صحيحةً حوّاسّه فيها قويّة شهواته فتمتّع بحلال الدّنيا وعاش معها لم يفارقها ولم تفارقه وماتا جميعاً معاً وصارا الى الجنّة وكانا فيها زوجين ناعمين { كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ } اى قلنا اضربوه ببعضها فضربوه فحىّ فقلنا كذلك يحى الله الموتى فلا تستغربوا الحيوة بعد المماة او قلنا اضربوه ببعضها قائلين بعد ضربه وحياته { كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ }، او هو مستأنف لبيان كيفيّة احياء الموتى فى الرّجعة او فى المعاد فانّهم كانوا مستغربين لاحياء الموتى ورجعتهم الى الدّنيا، او اعادتهم فى الاخرى وبعد حياة الميّت صار المقام مقام السّؤال عن كيفيّة احياء الموتى كأنّهم قالوا: هل يحى الله الموتى مثل احياء هذا الميّت؟ - فقال تعالى:{ كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } عطف على يحى الله اى مثل اراءة هذه الآية العجيبة من احياء الميّت بالتقاء ميّتٍ آخر يريكم سائر آياته النّفسانيّة العجيبة والخارجيّة الغريبة { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } اى تدركون جواز المعاد والرّجعة، او تدركون صحّة نبوّة موسى (ع) وصحّة قوله فى تفضيل محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وآلهما (ع) او لعلّكم تصيرون عقلاء خارجين عن مقام الجهل الى مقام العقل.