التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٧٦
-البقرة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عطف على يسمعون { قَالُوۤاْ آمَنَّا } اظهاراً للموافقة للمؤمنين كسلمان ومقدادٍ وغيرهما من غير مواطاةٍ للقلب ولم يؤكّدوا كلامهم لعدم اقبال قلوبهم عليه ولاظهار أنّ ايمانهم لا ينبغى ان يشكّ فيه فلا ينبغى ان يؤكّد { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ } اى قال بعضهم للآخرين { أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } من صفات محمّدٍ (ص) وشريعته وموطنه ومهاجره وذلك انّ قوماً من اليهود الّذين لم ينافقوا مع المسلمين كانوا اذا لقوا المسلمين أخبروهم بما فى التّوراة من صفة محمّدٍ (ص) ودينه وكان ذلك سبباً لغضب الآخرين المنافقين فقالوا فى الخلوة للمحدّثين: اتحدّثونهم بنعت محمّدٍ (ص) ووصيّه (ع) ودينه { لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ } ليحاجّ المسلمون بما أخبرتموهم ممّا فتح الله عليكم عند ربّكم فيقولوا عند ربّكم انّكم علمتم حقّيّة ديننا ونبيّنا وما آمنتم وعاندتمونا، وقد زعم هؤلاء لحمقهم وسفاهتهم أنّهم ان لم يحدّثوهم بما عندهم من دلائل نبوّة محمّدٍ (ص) لم يكن لهم عليهم حجّة عند ربّهم، واذا لم يكن لهم عليهم حجّة عند ربّهم لم يؤاخذهم الله، وهذا كما ترى قياس اقترانىّ فاسد صغراه وكبراه، لا يتّفوه بمثله الاّ السّفيه والصّبىّ { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } انّ فيما تخبرون حجّة عليكم وهذا خطاب من منافقى القوم للآخرين.