التفاسير

< >
عرض

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
١٣٢
-طه

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ } يعنى اجعل رزق ربّك مطمح نظرك ولا تكتف بنصيب نفسك منه بل اجعل اهلك متوجّهين اليه وطالبين له وأمرهم بالصّلٰوة الّتى هى انموذج ذلك الرّزق حتّى يطلبوه ويتوجّهوا اليه، واهله (ص) كلّ من انتسب اليه بالبيعة العامّة او الخاصّة، ومن انتسب اليه بالبيعتين وبالنّسبة الجسمانيّة اولى باهليّته ممّن لم يكن له نسبة جسمانيّة، ومن انتسب بالبيعتين اولى ممّن انتسب بالبيعة العامّة فقط، وعلىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) كانوا اولى من غيرهم ولذلك كان (ص) بعد نزول هذه الآية يأتى باب علىٍّ (ع) الى تسعة اشهر وقت كلّ صلٰوة ويقول: الصّلٰوة رحمكم الله، او المراد باهله اصحاب الكساء ولذلك كان يأتى باب علىٍّ (ع) دون غيره، وقال ابو جعفر (ع): امره الله تعالى ان يخصّ اهله دون النّاس ليعلم النّاس انّ لاهله عند الله تعالى منزلةً ليست للنّاس فأمرهم مع النّاس عامّة ثم امرهم خاصّة { وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } لمّا كان ادامة الصّلٰوة امراً صعباً لا يتيسّر الاّ لمن كان متمكّناً فى مقامات الآخرة امره (ص) خاصّةً بالصّبر عليها دون اهله، واتى بالصّيغة الدّالّة على المبالغة والتّكلّف { لاَ نَسْأَلُكَ } جواب لسؤالٍ مقّدرٍ كأنّه (ص) قال: كيف اصطبر على الصّلٰوة وقد كلّفت رفع حاجتى فى المأكول والمشروب والملبوس لنفسى ولغيرى من عيالى؟- فقال لا نسألك { رِزْقاً } لنفسك ولغيرك { نَّحْنُ } لا غيرنا { نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ } عن الاشتغال عن الصّلٰوة بغيرها، ولمّا كثر استعمال العاقبة فى العاقبة المحمودة صارت بحيث كلّما اطلقت يتبادر منها العاقبة المحمودة.